عسر التبول: الأسباب والعلاج

الكاتب - 16 يناير 2023

ما هو عسر التبول؟

يعرف عسر التبول "Dysuria" بأنه شعور بالألم أو الإحساس الحارق أو اللاسع أو الحكة في مجرى البول أثناء التبول.

وهو ليس مرضاً في حد ذاته، وإنما هو علامة أو عرض لمشكلة صحية موجودة عند المريض، ولذلك فإن علاجه يعتمد على السبب.

لأن سلامتك تهمنا

تحدث مع طبيب

كما يعتبر عسر التبول شائعاً جداً ويعاني منه معظم الأشخاص مرةً واحدةً على الأقل في حياتهم.

ويمكن أيضا أن يحدث عند الرجال والنساء في أي عمر، ولكنه أكثر ما يكون عند النساء بشكلٍ عام.

يحدث عسر التبول عادةً عندما يصبح البول على تماسٍ مع بطانة الغشاء المخاطي الملتهبة أو المتهيجة في الإحليل.

ويتفاقم هذا الشعور بتقلص العضلة الدافعة للبول detrusor muscle، مما يحفز مستقبلات الألم ويؤدي إلى الشعور بالألم أو الإحساس بالحرقة أثناء التبول. 1

وكثيراً ما يترافق عسر البول بأعراض أخرى مثل:

  • التبول المتكرر: أي الحاجة إلى التبول بمعدل أكثر من المعتاد.
  • التردد: أي الصعوبة في بدء التبول.
  • ضعف تدفق البول.
  • الإلحاح: وهو شعور مفاجئ برغبة ملحة للتبول.

أسباب عسر التبول

يمكن أن ينجم عسر التبول عن العديد من الحالات، ولحسن الحظ فإن معظمها قابل للعلاج بشكل فعال.

1- عدوى المسالك البولية Urinary tract infection (UTI)

تحدث العدوى في المسالك البولية عندما تتراكم البكتيريا الزائدة في مكانٍ ما في المسالك البولية، والتي تمتد من الكلى إلى المثانة إلى الإحليل الذي ينقل البول إلى خارج الجسم.

قد يعاني المصاب بعدوى المسالك البولية من أعراض أخرى أيضا، والتي قد تشمل ما يلي:

  • الحاجة إلى التبول بشكل متكرر.
  • تغير لون البول إلى الأبيض الغائم.
  • البيلة الدموية (وجود دم في البول).
  • الحمى.
  • الرائحة الكريهة للبول.
  • ألم في الظهر.

2- العدوى المنقولة جنسياً Sexually transmitted infection (STI)

يمكن للعديد من الجراثيم والفيروسات أن تسبب عدوى بالانتقال الجنسي، مؤديةً إلى حدوث أمراض مثل داء الكلاميديا chlamydia، والسيلان gonorrhea، والهربس herpes.

كما يمكن أن تصيب العدوى المنقولة جنسياً المسالك البولية وتؤدي إلى الشعور بالألم عند التبول.

بالإضافة أيضاً إلى أعراض أخرى قد تختلف وفقًا لنوع المرض.

3- عدوى البروستات Prostate infection

يمكن أن تؤدي العدوى بالجراثيم إلى التهاب البروستات؛ وقد يسبب الالتهاب المزمن أيضاً (بالعدوى المنقولة جنسياً مثلاً) التهاباً في البروستات كذلك.
وقد تترافق عدوى البروستات أيضاً بأعراض أخرى مثل:

  • صعوبة التبول.
  • ألم في المثانة والخصيتين والقضيب.
  • صعوبة القذف والقذف المؤلم.
  • الحاجة إلى التبول بشكل متكرر، وخاصةً في الليل.

4- الحصيات الكلوية kidney stones

تتكون الحصيات الكلوية من مواد مثل الكالسيوم أو حمض البول، وتتراكم مع الوقت وتشكل أحجاراً صلبة في الكلية.

وفي بعض الأحيان، تنزل هذه الحصيات لتستقر بالقرب من المنطقة التي يدخل فيها البول إلى المثانة.مما قد يسبب ألماً أثناء التبول.

وبالإضافة أيضا إلى عسر البول، يمكن أن تسبب الحصيات الكلوية الأعراض التالية:

  • ألم في الجانب والظهر.
  • تغير لون البول إلى الوردي أو البني.
  • تغير لون البول إلى الأبيض الغائم.
  • الغثيان والإقياء.
  • الألم متغير الشدة.
  • الحمى.
  • القشعريرة.
  • التبول بكميات صغيرة وبشكل متكرر.

5- الكيسات المبيضية Ovarian cysts

يمكن أن تتشكل كيسات مملوءة بالسائل في المبيض أو على سطحه، مما يضغط على المثانة وتسبب ألماً عند التبول.

علماً أن هذه الكيسات يمكن أن تظهر على مبيض واحد أو على كلا المبيضين.

وقد تظهر أعراض أخرى عند المريضات اللواتي تعانين من الكيسات المبيضية بما في ذلك:

  • نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ألم في الحوض.
  • صعوبة في إدراك أنَّ المثانة أصبحت فارغة بعد التبول.
  • ألم مرافق للدورات الطمثية.
  • ألم في الثدي.
  • آلام أسفل الظهر.

6- التهاب المثانة الخلالي Interstitial cystitis

وهي حالة تعرف أيضاً باسم متلازمة المثانة المؤلمة، وتسبب تهيجاً مزمناً للمثانة.

كما تدوم 6 أسابيع أو أكثر دون وجود عدوى؛ وتسبب عسر التبول وأعراضاً أخرى أيضا قد تشمل:

تحدث مع طبيب الآن

AvatarNew alerts
Avatar
Avatar
Avatar

+16 طبيب متواجد الآن

  • ضغط في منطقة المثانة.
  • ألم أثناء الجماع.
  • ألم في الفرج أو المهبل.
  • ألم في كيس الصفن.
  • التبول بشكل متكرر ولكن بكميات قليلة من البول.

7- الحساسية الكيميائية Chemical sensitivity

يمكن للمواد الكيميائية - كالعطور مثلاً - أن تهيج أنسجة الجسم؛ ويصبح هذا التهيج أكثر وضوحاً عندما يتبول الشخص، مما قد يسبب الشعور بالألم.

وتشمل المنتجات التي يمكن أن تسبب الحساسية الكيميائية ما يلي:

  • الدش المهبلي.
  • الصابون.
  • مناديل الحمام المعطرة.
  • المزلقات المهبلية.
  • موانع الحمل التي تأتي على شكل رغوة.

وقد تترافق الحساسية الكيميائية مع أعراض أخرى مثل:

  • التورم.
  • الاحمرار.
  • الحكة.
  • تهيج الجلد على الأعضاء التناسلية أو حولها.

8- العدوى أو التهيج المهبلي Vaginal infection or irritation

يمكن أن تحدث العدوى المهبلية بسبب نمو البكتيريا أو الفطور في المنطقة.

والتي قد تتسبب أيضا في حدوث ألم أثناء التبول، وإلى أعراض إضافية مثل خروج مفرزات مهبلية ذات رائحة كريهة، وتهيج المهبل، وحدوث ألم أثناء الجماع، والنزيف المهبلي الذي يكون خفيفاً عادةً.

9- الأدوية Medication

قد تسبب بعض الأدوية تهيج أنسجة المثانة، ولا سيما الأدوية التي يصفها الأطباء لعلاج سرطان المثانة، مما يسبب الألم عند التبول في كثير من الأحيان.

ولذلك يجب مراجعة الطبيب إذا كان المريض قد بدأ بأخذ دواءٍ جديد وبدأ في الشعور بالألم عند التبول، ويجب ألا يتوقف عن تناول الدواء بمفرده دون استشارة الطبيب أولاً.

10- سرطان المثانة Bladder cancer

لا يعد الشعور بالألم عند التبول عرضاً باكراً في سرطان المثانة، حيث أن المريض يلاحظ أولاً ظهور دم في البول.

وقد تشمل الأعراض الأخرى المحتملة لسرطان المثانة أيضا ما يلي:

  • كثرة التبول.
  • صعوبة في التبول.
  • ضعف تيار البول.
  • آلام أسفل الظهر.
  • فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن.
  • الإعياء.
  • تورم في القدم.
  • آلام العظام.

التشخيص

يعتمد الوصول للتشخيص والحالة المسببة لعسر التبول على تقييم المريض والفحص السريري وإجراء الاختبارات المناسبة.

من المهم معرفة توقيت وتواتر وشدة عسر التبول، والاستفسار عن وجود أعراض بولية أخرى، وعن الأعراض العامة.

يجب أيضاً على الطبيب أن يسأل عن التاريخ الطبي والجنسي للمريض خاصةً عند المرضى النشطين جنسياً. 2

وعن الأدوية والعلاجات العشبية المتناولة ومنتجات التنظيف الموضعي التي يستخدمها.

يجب الانتباه إلى الحالة العامة للمريض وقياس علاماته الحيوية (درجة الحرارة، ومعدل النبض، وضغط الدم، ومعدل التنفس).

وقد يوفر الجس والقرع على البطن معلومات حول بعض الأسباب المحتملة، ويمكن لفحص الحوض لدى النساء وفحص العجان والقضيب عند الرجال أن يساعد أيضاً.

ويستخدم أحياناً فحص المستقيم الرقمي لدى الرجال لتقييم البروستات.

يمكن أيضاً إجراء تحليل البول وزرع البول للتحري عن وجود عدوى؛ وباعتبار أن عدوى المسالك البولية هي السبب الأكثر شيوعاً لعسر التبول، فغالباً ما يكون تحليل البول مفيداً.

يعتبر الفحص المجهري للنسج معياراً هاماً لتقييم عسر التبول، بالإضافة أيضا إلى أخذ عينة من منتصف التبول.

كما يمكن اللجوء إلى تنظير المثانة في بعض الحالات، والذي يُستخدم لاستبعاد أمراض المثانة أو الإحليل.

علاج عسر التبول

تعتمد خيارات العلاج لعسر التبول على المرض الأساسي المسبب له؛ وتشمل بعض الأمثلة ما يلي:

  • علاج عدوى المسالك البولية بالمضادات الحيوية.
  • علاج التهاب البروستات بالمضادات الحيوية، ومضادات الالتهاب، وتدليك البروستات، والحمامات الساخنة، والأدوية من مجموعة حاصرات ألفا، والتي ترخي العضلات المحيطة بالبروستات.

غالباً ما يشجع الطبيب المريض على شرب المزيد من السوائل لأن ذلك يخفف من كثافة البول، مما يجعل مروره أقل إيلاماً.

وبشكل عام، يمكن للراحة وتناول الأدوية حسب تعليمات الطبيب أن تخفف الكثير من الأعراض التي يعاني منها المريض.

الوقاية

يمكن أن تساعد الخطوات التالية في تقليل فرصة دخول البكتيريا إلى المسالك البولية، والذي يعتبر السبب الرئيسي لعسر التبول:

  • إفراغ المثانة باستمرار كل أربع ساعات على الأقل خلال النهار.
  • التبول مباشرةً بعد الجماع.
  • شرب كميات مناسبة من الماء؛ بما لا يقل عن 2 لتر يومياً.
  • تنظيف ومسح المنطقة البولية التناسلية من الأمام إلى الخلف.
  • تجنب المنتجات الكيميائية التي قد تسبب التهيج والحساسية.