سرعة القذف: الأسباب والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 26 ديسمبر 2022

سرعة القذف أو القذف المبكر "Premature Ejaculation" هي من المشكلات الجنسية الشائعة بين الذكور، ويمكن أن يكون سبب هذه الحالة مرتبط بالحالة النفسية والجسدية.

فما هي الأسباب وعوامل الخطورة التي تؤدي لحالة القذف المبكر؟ وكيف يمكن علاجها؟

لأن سلامتك تهمنا

تحدث مع طبيب

ما هي سرعة القذف؟

يمكن تعريف القذف بأنه العملية التي يخرج نتيجتها السائل المنوي للذكر أثناء الجماع، أو أثناء الاستمناء، من القضيب عند حصول الرعشة الجنسية.

أما سرعة القذف فهي حدوث القذف خلال فترة أقل من دقيقة ونصف من بدء النشاط الجنسي.

وتعرف منظمة الصحة العالمية WHO سرعة القذف بأنه حالة القذف المستمر، أو المتكرر لدى أقل تحفيز قبل الإيلاج، أو أثناءه أو بعده بفترة وجيزة، وذلك عندما لا يرغب الشخص في ذلك أو من دون قدرته على التحكم به.

تعتبر حالة سرعة القذف من الحالات الشائعة بين الرجال، حيث تتراوح نسبة انتشارها بين 30-40% من الرجال، أي من بين كل 3 رجال هنالك حالة واحدة أو أكثر من القذف المبكر.

ويوجد نمطين رئيسيين لحالة سرعة القذف:

  • سرعة القذف البدئية: ويشير هذا المصطلح إلى الحالات التي تبدأ منذ أول محاولة للقذف، أي لم يكن هنالك حالات قذف ذات مدة طبيعية سابقاً.
  • سرعة القذف الثانوية: تصف الحالات المكتسبة أي التي بدأت لاحقاً في الحياة، حيث كان الفرد لا يعاني من هذه الحالة سابقاً.

أعراض سرعة القذف

تؤثر حالة القذف المبكر على الناحية النفسية للشخص، ومن الأعراض التي قد يشعر بها المريض:

  • ضعف الثقة الشخصية أثناء العلاقات الجنسية
  • صعوبة التعامل مع الآخرين
  • بعض الاضطرابات النفسية
  • القلق
  • الإحراج
  • الاكتئاب
  • تجنب العلاقة الجنسية الحميمية
  • قد يكون هناك صعوبات في حصول الحمل بسبب عدم السيطرة على القذف

الأسباب وعوامل الخطورة

١- السيروتونين

على الرغم من عدم معرفة السبب الحقيقي الكامن وراء سرعة القذف، إلا أن الناقل العصبي "السيروتونين" له دور في هذه الحالة.

حيث تحرر بعض الأعصاب في الدماغ مادة السيروتونين، وتزيد الكميات العالية المحررة منه من المدة اللازمة للقذف، في حين أن الكميات القليلة منه تقلل من هذه المدة لتسبب سرعةً في القذف.

٢- بعض المشاكل النفسية

قد تؤثر الحالة النفسية والعقلية للرجل على سرعة القذف، ومن هذه الحالات:

  • الاكتئاب
  • الضغط النفسي
  • الإحساس بالذنب
  • بعض الأفكار والتوقعات الخاطئة عن القدرة والأداء الجنسي له
  • الكبت الجنسي في مراحل الطفولة
  • ضعف الثقة في الذات
  • مشاكل في علاقات عاطفية سابقة

٣- أسباب طبية

هنالك بعض الحالات الطبية التي يمكن أن تؤثر على سرعة القذف وتشمل:

  • مرض السكري
  • التصلب اللويحي المتعدد
  • أمراض البروستات
  • بعض المشاكل الدرقية كما في فرط نشاط الغدة الدرقية
  • استخدام المواد المخدرة
  • استهلاك الكحول بكثرة
  • التهاب الإحليل
  • ضعف الانتصاب
  • السمنة
  • الأفراد الذين لديهم أقارب مصابين بنفس الحالة هم أكثر عرضةً من غيرهم للإصابة أيضاً

التشخيص

لا يتطلب تشخيص سرعة القذف أية إجراءات تشخيصية عادةً، ولكن على الطبيب أخذ القصة السريرية الكاملة من المريض، ويسأل الطبيب عن تفاصيل ما يحدث للمريض أثناء الاستمناء أو الجماع. حيث تعد الناحية النفسية والتجارب الجنسية للمريض جزءاً مهماً من التشخيص.

أما في حال شك الطبيب بوجود أسباب مرضية من شأنها أن تسبب حالة القذف المبكر، عندها يمكن طلب فحوصات إضافية، وقد تشمل:

  • تحليل سكر الدم
  • تحليل الهرمونات المفرزة من الغدة الدرقية في الدم
  • إجراء تصوير للغدة الدرقية باستعمال الأمواج فوق الصوتية
  • تحليل المواد المتعلقة بعمل البروستات مثل تحليل PSA
  • في بعض الحالات الخاصة يطلب إجراء تصوير للدماغ باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي MRI

العلاج

هنالك العديد من الطرق والأساليب لعلاج حالة سرعة القذف، بالإضافة لبعض الأدوية التي قد تساعد في تحسين الحالة، ويتم اختيار الطريقة الأفضل بناءً على الأسباب، ومن هذه العلاجات:

١- بعض التقنيات السلوكية

أ- تقنية "الإيقاف ثم البدء"

تقوم هذه التقنية على مبدأ التحكم بالأحاسيس قبل الوصول للقذف، حيث يقوم الشخص بمحاولة الوصول للقذف ثم يوقفه ويستريح قليلاً، ومن ثم يعود ويكرر ذلك.

تحدث مع طبيب الآن

AvatarNew alerts
Avatar
Avatar
Avatar

+16 طبيب متواجد الآن

مع تكرار ذلك سوف يصل الفرد لنقطة التحكم في قذفه، حتى يصل لها في الوقت المناسب لاحقاً.

ب- تقنية "ضغط"

يقوم الشخص هنا بالضغط على رأس القضيب أو مقدمه، وذلك عندما يشعر باقتراب حدوث القذف؛ من أجل تقليل الرغبة بالقذف.

وبعد زوال الشعور يتابع ممارسة الجماع أو الاستمناء حتى اللحظة التي يريدها، مع العلم أن الأمر يحتاج لبعض الوقت والتدريب حتى التحكم الكامل بالعملية.

يمكن للرجل القيام بهذا التمرين بمفرده أو بمساعدة الشريك أثناء الاستمناء أو الجماع.

٢- تمارين "كيغل"

تهدف هذه التمارين إلى تقوية عضلات قاع الحوض، حيث أن ضعف هذه العضلات من شأنه أن يؤثر على تحكم الرجل بعملية القذف.

يجب ممارسة هذه التمارين ثلاث مرات على الأقل يومياً، وممارسة ما لا يقل عن 10 تمارين في كل مرة.

ومن هذه التمارين: محاولة إيقاف التبول في منتصفه والإبقاء على ذلك لعشر ثوان، أو محاولة استخدام العضلات التي تمنع خروج الغازات.

٣- استشارة طبيب أو معالج نفسي

يمكن للطبيب الوصول للأسباب النفسية الحالية، أو السوابق الرضية النفسية التي يمكن أن يكون الرجل قد سبق وتعرض لها أثناء طفولته، ومن ثم يحدد الطريقة اللازمة لمعالجتها وتخطيها.

٤- إنقاص حساسية القضيب

يوجد علاجات يمكن أن تحسن من سرعة القذف حيث هنالك البخاخات أو الكريمات التي توضع على القضيب و تقلل من درجة الإحساس فيه، حيث تسبب هذه المواد تخديراً موضعياً فيه.

يجب وضع هذه المواد قبل البدء بالجماع بمدة تقارب الثلاثين دقيقة، ويمكن تقوية هذا التأثير باستخدام الواقي الذكري الذي يمنع امتصاص هذه المواد من قبل جسم الشريك الجنسي.

بالإضافة إلى ما سبق يمكن استعمال واقيين ذكريين سويةً أيضاً، من شأن ذلك أن يقلل من إحساس القضيب وبالتالي التقليل من سرعة القذف.

٥- بعض العلاجات الدوائية

هنالك بعض الأدوية التي يكون من آثارها الجانبية أن تسبب تأخير في حالة القذف، وهي أدوية تستخدم عادةً لعلاج الاكتئاب مثل:

  • الأدوية المثبطة النوعية لإعادة امتصاص السيروتونين SSRIs
  • الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقة TCAs

لذلك بإمكاننا الاستفادة من هذا التأثير الجانبي لعلاج المريض، إلا أنها يمكن زن تترافق مع آثار جانبية غير مرغوبة، وتشمل:

  • نقص الرغبة الجنسية
  • الغثيان
  • اضطراب الوظيفة الهضمية

حالياً تم ترخيص دواء رسمي وحيد يدعى "Dapoxetine" من صنف الأدوية المثبطة النوعية لإعادة امتصاص السيروتونين SSRIs، كدواء لمعالجة سرعة القذف، ويمكن أخذه قبل الجماع. (2)

كما أن هنالك مجموعة من الأدوية المثبطة للـ"فوسفو دي إستيراز-5 PDE5"، وهي مناسبة في حال ترافقت سرعة القذف مع حالة ضعف الانتصاب، ومن أشهر هذه الأدوية "السيلدينافيل (فياغرا)" وغيره من المركبات الشبيهة به.

تعتبر حالة سرعة القذف من الحالات الشائعة ولا يجب التردد باستشارة الطبيب، حتى لو كان الإحراج والقلق وضعف الثقة في الذات تمنع الذين يعانون منها من طلب الاستشارة. كما ويعتبر الدعم النفسي من الشريك الجنسي مهم أيضاً لمساعدة بتجاوز هذه الحالة.