سرطان الثدي وتأثيره على الحمل والإرضاع

الكاتب - 11 نوفمبر 2022

يعتبر سرطان الثدي من الأنواع الأكثر انتشاراً للسرطان لدى الإناث، ويمكن أن يتشكل خلال أي مرحلة عمرية. فما هو تأثير سرطان الثدي على الحمل والإرضاع؟

ما هو سرطان الثدي؟

يمكن وصف سرطان الثدي بأنه تحول خبيث يطرأ على بنية خلايا غدة الثدي، ويؤدي إلى نموها وتكاثرها بشكل غير قابل للسيطرة.

لأن سلامتك تهمنا

تحدث مع طبيب

يصيب السرطان واحدة من كل 8 نساء حول العالم، إلا أن تشخيص الإصابة في مرحلة باكرة منه يضمن نتائج علاجية أفضل، حيث تتضمن العلامة الأولى التي قد تلاحظها المرأة هو وجود كتلة أو سماكة في نسيج الثدي لديها.

ويساعد بتحديد هذا الاختلاف التوعية تجاه الفحص المبكر والمسح الدوري للسرطان، لذلك تنصح المرأة باستشارة الطبيب عند ملاحظة أي من الأعراض التالية:

  • حدوث أي تغير في شكل أو حجم أحد الثديين أو كلاهما
  • خروج سوائل قيحية من حلمة الثدي، وخصوصاً عندما تكون هذه السوائل ممزوجةً بالدم
  • ظهور كتلة أو تورم في الإبطين
  • ظهور انخفاضات على سطح الجلد الذي يغطي نسيج الثدي، حيث تدعى هذه العلامة المهمة بعلامة "قشر البرتقال"
  • ظهور طفح على الجلد حول حلمة الثدي، والذي يشبه الإكزيما الجلدية، وقد تنذر هذه العلامة بوجود السرطان
  • تغير شكل حلمة الثدي أو غؤورها (انقلابها للداخل)
  • لا يعد وجود الألم من الأعراض المميزة لسرطان الثدي
  • قد يحدث لدى البعض خسارة غير متوقعة في الوزن ونقص في الشهية

يجب الأخذ في الحسبان وجود العديد من عوامل الخطورة للإصابة بالسرطان، والتي تشمل:

  • العوامل الوراثية، مثل إصابة إحدى أقارب الدرجة الأولى بسرطان الثدي أو المبيض
  • حصول الحمل الأول لدى الأنثى في عمر متأخر بعد عمر الثلاثين
  • عدم الإرضاع
  • عدم استمرار الحمل حتى نهايته

تشخيص الإصابة

نادراً ما تحدث الإصابة بسرطان الثدي أثناء الحمل، حيث تشير التقارير إلى أن احتمال الإصابة هو حوالي واحدة من بين كل 3000 حامل، وتكون أغلب الحالات المشخصة بين عمري 32 و38 سنة. (1)

إن تشخيص الإصابة بسرطان الثدي أثناء الحمل أمراً أكثر صعوبةً عادةً من تشخيصه خارج أوقات الحمل، فنسيج الثدي خلال الحمل يكون ذا بنية أكثر كثافةً، حيث يزداد تركيز الخلايا الغدية نسبةً لكمية الشحم وباقي الأنماط الخلوية الأخرى. وكل ذلك تحضيراً لعملية الإرضاع بعد الولادة.

وفي حال شعور المريضة بوجود كتلة ضمن نسيج الثدي فيجب استشارة الطبيب، الذي سيجري بدايةً تصوير بالأمواج فوق الصوتية "Ultrasound Scan" والذي يعتبر اجراءاً آمناً للجنين والأم.

وفي حال الحاجة لإجراء تصوير للثدي بالأشعة البسيطة "X-Ray" عندها لا بد من حماية الطفل من الإشعاع باستخدام درع واقٍ يوضع على البطن أثناء التصوير.

من الممكن أن يحتاج الطبيب إلى أخذ خزعة موجَّهة عن طريق التصوير بالأمواج فوق الصوتية، لضمان الوصول إلى الآفة المشبوهة، ويتم ارسال الخزعة إلى مركز الفحص النسيجي لدراستها تحت المجهر الضوئي.

ومن الاختبارات التشخيصية التي لا ينصح بإجرائها للحامل نظراً للجرعة العالية من الأشعة التي قد تتعرض لها المريضة:

  • التصوير الطبقي المحوسب "CT Scan"
  • المسح العظمي "Bone Scan"

في حين يمكن الاستعاضة عن الاختبارات السابقة بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي "MRI" أو الأشعة البسيطة "X-Ray" أو بالأمواج فوق الصوتية "Ultrasound Scan".

علاج سرطان الثدي أثناء الحمل

يعتبر علاج سرطان الثدي أثناء الحمل من أصعب التحديات التي تواجه المريضة والطبيب، نظراً لكون الهدف هو تقديم أفضل علاج مع تجنب أذية الجنين إلى أبعد حد.

تحدث مع طبيب الآن

AvatarNew alerts
Avatar
Avatar
Avatar

+16 طبيب متواجد الآن

في حال تم تشخيص الإصابة بسرطان الثدي أثناء الحمل، فلدينا مجموعة من العوامل التي تحدد طريقة العلاج:

  • حجم وموقع الورم
  • وجود نقائل من الورم الأصلي إلى مواقع أخرى بعيدة
  • عمر الحمل عند تشخيص الإصابة
  • الحالة العامة للمريضة ورغبتها

يعتبر العمل الجراحي على السرطان آمناً بشكل عام، في حين يكون العلاج الكيميائي آمناً خلال كل من الثلث الثاني والثالث من الحمل، أي من بداية الشهر الرابع وحتى نهاية الحمل. ولكنه غير آمن خلال الثلث الأول، خوفاً من التشوهات البنيوية التي قد تصيب الجنين.

لذلك في حال ضرورة علاج الأم باستخدام الأدوية الكيميائية ضمن الثلث الأول، عندها قد تحتاج الأم للتفكير في إنهاء الحمل.

تتضمن الخيارات العلاجية والجراحية للسرطان أثناء الحمل:

١- الجراحة

يتم خلال العمل الجراحي استئصال السرطان الموجود ضمن الثدي مع العقد اللمفية القريبة من السرطان، ويعتبر هذا الإجراء آمناً خلال الحمل حيث يقوم الجراح بإجراء ذلك بطريقتين:

  • إما استئصال الثدي بشكل كامل "Mastectomy"
  • أو استئصال الجزء المحتوي على السرطان فقط "Lumpectomy"

٢- العلاج الكيميائي

قد يستخدم العلاج الكيميائي عند الإصابة بسرطان الثدي أثناء الحمل كعلاج مساعد بعد العمل الجراحي أو بشكل مستقل في المراحل المتقدمة من السرطان.

فسابقاً كان يعتقد أن جميع أدوية العلاج الكيميائي تسبب تشوهاً أو وفاةً للجنين بغض النظر عن عمر الحمل وقت إعطائه، إلى أن توصلت دراسة عام 2016 إلى سلامة بعض الأدوية، مثل: "Doxorubicin"، و"Cyclophosphamide" و"Fluorouracil" عند إعطائها بين الشهر الرابع والتاسع من الحمل.

ومن الخيارات الأخرى في حال تشخيص الإصابة بسرطان الثدي أثناء الحمل ضمن الأشهر الثلاث الأولى، يمكن إجراء العمل الجراحي وتأجيل العلاج الكيميائي الرديف قليلاً إلى ما بعد نهاية الشهر الثالث.

٣- العلاج الشعاعي

يطبق غالباً بعد العمل الجراحي، إلا أن الآثار الجانبية له والناتجة عن جرعة الإشعاع العالية التي يتعرض لها الجنين، تجعل من تطبيقه أمراً مرفوضاً طبياً.(2)

ومن هذه الآثار:

  • الإجهاض
  • الاضطرابات الخلقية البنيوية
  • بطء نمو الجنين
  • خطر عالي لإصابة الطفل المولود بسرطان خلال فترة الطفولة

٤- العلاج الهرموني

كما العلاج الشعاعي، فإن هذا النمط من العلاج يؤجل إلى ما بعد الولادة لتأثيراته الخطيرة على الجنين. (3)

٥- العلاج الهدفي

جميع العلاجات الهدفية المتوفرة إلى حد الآن ليست آمنةً على الجنين أثناء الحمل، رغم فائدتها الكبيرة في حالات السرطان المتقدمة.

سرطان الثدي والإرضاع

  • الإرضاع قبل وبعد الجراحة العلاجية لسرطان الثدي: لا يعتبر إجراء العمل الجراحي الاستئصالي للسرطان من المضادات الطبية للإرضاع، حيث يكون آمناً وناجحاً بشكل خاص في الثدي الثاني غير المستأصل. أما في حال تعرض الثديين للاستئصال، فلن تتمكن الأم من الإرضاع. (4)
  • الإرضاع أثناء وبعد العلاج الكيميائي: تصل الأدوية الكيميائية التي تأخذها الأم إلى جميع سوائل وخلايا الجسم، ومنها حليب الثدي، لذا فإنه من غير الممكن للأم أن ترضع ابنها أثناء وبعد العلاج لفترة من الزمن.
  • الإرضاع والعلاج الشعاعي: قد يسبب العلاج الشعاعي لدى بعض الأمهات التهاباً إنتانياً شديداً في الثدي يكون صعب العلاج، مما يجعل الإرضاع أمراً صعباً. بالإضافة لما سبق فقد تنقص قدرة الثدي على إنتاج الحليب.
  • نجد أن الإرضاع ممكناً في بعض الحالات الأخرى بشرط عدم تعرض الأم للعلاج الكيميائي أيضاً.
  • الإرضاع والعلاج الهدفي أو الهرموني: لا يمكن في هذه الحالات القيام بالإرضاع بسبب وصول الأدوية السابقة عبر حليب الأم إلى الطفل. ومن الآثار الجانبية للعلاجات السابقة على حليب الأم:
    • انخفاض حجم الحليب الذي ينتجه الثدي
    • إمكانية تشكل ندبات نسيجية ضمن الثدي بعد العلاج
    • عدم قدرة الأم على الإرضاع

إن تعرض الأم للإصابة بسرطان الثدي أثناء الحمل أو الرضاعة أمراً قابلاً للعلاج والتدبير، وهنالك العديد من الوسائل التي من شأنها محاولة الحفاظ على استمرار كل من محصول الحمل وكذلك عملية الإرضاع الضرورية لنمو الطفل وتطوره.