المياه الزرقاء في العين: الأسباب وطرق العلاج

الكاتب - أخر تحديث 27 يوليو 2022

"جلوكوما" ويعرف أيضاً بالمياه الزرقاء في العين أو "الزرق" وهو من الأمراض التي تصيب العين ويختلف بشدته بين المرضى،

ولكن أضرارها على المدى الطويل قد تصل إلى فقدان حاسة البصر.

لأن سلامتك تهمنا

تحدث مع طبيب

فما هي أسباب وأنواع مرض "جلوكوما" في العين؟ وما هي طرق العلاج المتبعة؟

تعريف المياه الزرقاء في العين

"جلوكوما" هي حالة تصيب العين وتؤدي لتلف العصب البصري، وتحدث نتيجة زيادة الضغط في العين.

وتتألف العين من عدة حجرات وتسمّى بالترتيب من الخارج للداخل: الغرفة الأمامية والخلفية وتحويان سائلاً يعرف بالخلط المائي، ومن ثمّ الحجرة الزجاجية التي تضم الخلط الزجاجي.

تساعد هذه السوائل في توفير التغذية لخلايا العين المُختلفة،

كما تحافظ على ضغط العين ضمن الطبيعي من خلال آلية إنتاج وتصريف تعبر خط معين يمر عبر زاوية الغرفة الأمامية.

وتسمّى الحالة التي يرتفع فيها الضغط ضمن العين عن حدٍ ما "جلوكوما" وتعرف أيضاً بالمياه الزرقاء في العين.

حيث ينتج هذا الضغط عن خلل في آلية تصريف السائل، ما يؤدي لزيادة كميته وبالتالي يزداد الضغط الذي يؤثِّر على العصب البصري.

وتؤدّي هذه الحالة إلى تلف تدريجي في العصب البصري والذي يكون في بداية الأمر غير عرضي،

ولكن مع تقدم الحالة تظهر مشاكل في الرؤية وقد تؤدي لفقدان البصر، وللأسف هذه الحالات غير قابلة للتراجع أو العلاج.

حجرة العين المصابة بالجلوكوما
حجرة العين المصابة بالمياه الزرقاء

أنواع المياه الزرقاء في العين

إن آلية "جلوكوما" تعتمد على الزيادة الحاصلة في ضغط العين، نتيجةً للزيادة في كمية الخلط المائي، ويحدث ذلك نتيجةً لخلل في التصريف.

وتختلف الآليات المُسببة لذلك حسب نوع "جلوكوما" الحاصل وهي:

١- جلوكوما مفتوح الزاوية

ويسمّى أيضاً بالمزمن البسيط، وتكون المشكلة بآليات تصريف الخلط المائي في العين، حيث لا تعمل بالكفاءة المطلوبة مما يؤدي لزيادة تدريجية في الضغط.

٢- جلوكوما مغلق الزاوية

تكون الآلية مختلفة حيث يمتد محيط القزحية ليقع أمام شبكات التصريف في زاوية الغرفة الأمامية، ما يؤدي لإعاقة إفراغ الخلط المائي وتحدث عند العين المؤهَّبة تشريحياً.

وعند الإغلاق التام للزاوية تصبح الحالة إسعافية وتعرف باسم "نوبة جلوكوما حادة".

٣- جلوكوما الضغط الطبيعي

ويحدث فيها تلف بالعصب البصري دون أن يرتفع ضغط العين.

٤- جلوكوما ولادية أو خِلقية

تظهر في مرحلة الطفولة، وتكون نتيجة شذوذ في زاوية الغرفة الأمامية وشبكات التصريف.

٥- جلوكوما وعائية

وتظهر أوعية دموية جديدة على القزحية تسمى (تورَّد القزحية)، في زاوية الغرفة الأمامية ما يؤدي لإعاقة التصريف، ونشاهدها عند مرضى السكري.

٦- جلوكوما التهابية

ونشاهدها في الاضطرابات الالتهابية وأمراض المناعة الذاتية.

تحدث مع طبيب الآن

AvatarNew alerts
Avatar
Avatar
Avatar

+16 طبيب متواجد الآن

عوامل الخطورة

يوجد عدة عوامل قد ترفع احتمالية إصابة الشخص بمرض "جلوكوما"، ولكن لا تعني إصابته الحتمية وتضم:

  • العمر فوق الأربعين
  • وجود إصابة بمرض "جلوكوما" لدى أحد أفراد العائلة
  • الأصل الأفريقي أو الآسيوي أو الإسباني
  • مد أو قصر البصر
  • التعرُّض السابق لرض في العين
  • معالجة سابقة طويلة الأمد بالستيرويدات
  • مشاكل تشريحية أو (خلقية) في العين
  • مرضى السكري والشقيقة وارتفاع التوتر الشرياني

أعراض المياه الزرقاء في العين

لا تختلف أعراض "جلوكوما" كثيراً بين أنواعه، ويكمن الاختلاف في شدة العرض نفسه،

ويمكن أن يكون خفيفاً جداً غير مزعج للمريض، ومن الممكن أن يأتي على شكل هجمة حادة، ومن الأعراض:

١- أعراض "جلوكوما" مفتوح الزاوية

تكمن خطورة هذا النمط أنه قليل الأعراض حيث يكتشفه الطبيب بالصدفة خلال فحوص العين الدورية.

ويتطور المرض لمراحل متقدمة دون أن يشعر المريض بأي شيء لذلك يسمّى سارق البصر الصامت.

ويأتي المريض متأخراً للطبيب شاكياً من الإحساس بثقل في العين أو بقع عاتمة في محيط رؤيته.

٢- أعراض "جلوكوما" مغلق الزاوية

تختلف الأعراض حسب شدة الهجمة، فهناك أشخاص لا يشتكون من شيء أو ربما يشتكون من:

  • صداع خفيف
  • ألم في العين
  • تشوش رؤية
  • رؤية هالات أو (دوائر) ملونة حول منبع الضوء

أمّا في نوبات "جلوكوما" الحادة يأتي المريض بحالة إسعافية شاكياً من:

  • صداع عنيف
  • تدني شديد في القدرة البصرية
  • احمرار في العين
  • آلام عينية
  • غثيان وإقياء
  • رؤية هالات ملونة

٣- أعراض "جلوكوما" الولادية

وتتميز عين الطفل المُصاب أنها كبيرة الحجم، بالإضافة إلى:

  • تشنَّج أجفان
  • دُماع أو (زيادة إفراز الدمع)
  • خوف من الضياء
  • احمرار العين

علاج “جلوكوما”

يوجد عدة خطط علاجية لمرض المياه الزرقاء في العين والتي يمكن اتباعها حسب الحالة.

والهدف من العلاج هو خفض ضغط العين إلى حد منع أذية العصب البصري، وتكون أنماط العلاج على الشكل التالي:

١- المعالجة الدوائية

تعد قطرات العين العلاج الرئيسي لمرض "جلوكوما"، ويوجد أنواع مختلفة من القطرات والتي تختلف بالآليات ولكن النتيجة واحدة وهي خفض ضغط العين.

ومن الممكن أن يجرِّب المريض عدة أنواع إلى أن يصل للدواء المناسب أو قد يستخدم دواءين معاً حسب ما ينصح به الطبيب المختص.

٢- العلاج بالليزر

يلجأ المريض لهذا الخيار في حال فشلت معظم أنواع العلاج الدوائي أو في حال عدم تمكن المريض من تحمل الآثار الجانبية للقطرات.

ويعتمد هذا النوع من العلاج على إصدار موجات ليزر على مناطق من العين لإحداث حروق صغيرة وبالتالي تخفيف الضغط، ويضم عدة أنواع:

  • رأب التربيق بالليزر: حيث يُحدث الطبيب عدة منافذ داخل العين من أجل تصريف المياه وخفض الضغط.
  • الليزر الحلقي: وتعتمد على تدمير الأنسجة المسؤولة عن إفراز سائل الخلط المائي.
  • ثقب القزحية بالليزر: ويتم إجراء عدة ثقوب في القزحية ليمر السائل من خلالها.

ويجري الطبيب هذه العملية والمريض مستيقظ حيث يستخدم الطبيب تخديراً موضعياً، ولا يشعر المريض إلا بوخز خفيف وفي حال نجاح العملية يمكن أن يتخلى المريض عن القطرات.

٣- المعالجة الجراحية

عند فشل أساليب العلاج السابقة يلجأ الأطباء للخيار الجراحي الذي يعتمد على تشكيل طريق لتصريف الخلط المائي.

وتضم عدة أشكال جراحية، ومن الممكن أن يتم إجراؤها تحت التخدير الموضعي والعام، وعند نجاح العملية يمكن أن يتوقف المريض عن استخدام القطرات العلاجية.

ويعتمد قرار الخيار العلاجي على نوع "جلوكوما" لدى المريض، بالشكل التالي:

  • جلوكوما مفتوح الزاوية: وتتم معالجتها غالباً بالقطرات العينية، وفي حالات مُعنَّدة قد يلجأ الطبيب لأشعة الليزر أو الجراحة.
  • جلوكوما مغلق الزاوية: وتتم معالجتها كسابقتها، ولكن يجب أن تتم معالجة نوبة جلوكوما بشكل إسعافي.
    حيث أن استمرار ارتفاع الضغط لعدة ساعات يمكن أن يؤدي لفقدان الرؤية، وتعتمد المعالجة على أدوية وريديّة وأخرى موضعيّة أو (قطرات).
  • جلوكوما ثانوية: وتتم معالجتها حسب السبب الرئيسي.
  • جلوكوما ولادية: وغالباً ما يكون فيها الخيار جراحي.

الملخص

يمكن تفادي مضاعفات "جلوكوما" في العين من خلال اكتشافها مبكراً ومتابعة العلاج مع الطبيب المختص لملاحظة أي تحسن أو تراجع في الحالة.

ولذلك ينصح الخبراء بإجراء فحص روتيني كل ٦ أشهر لدى طبيب العيون لمراقبة حال العين، كما يجب عدم تجاهل أية أعراض وخاصة في حال تكررت.