القرنية المخروطية: الأسباب والعلاج

الكاتب - 21 فبراير 2023

القرنية المخروطية "Keratoconus" من أمراض العيون والتي تتسبب بروز القرنية وتغيير شكل سطح العين، وتؤدي لتشوش الرؤية.

سنتعرف في هذا المقال على أسباب تتطور هذه الحالة، بالإضافة إلى السبل العلاجية لتحسين الرؤية وإعادة القرنية لوضعها الطبيعي.

لأن سلامتك تهمنا

تحدث مع طبيب

تعريف القرنية

القرنية هي طبقة شفافة وتأخذ شكل القبة (نصف دائرة) وتغطّي الجزء الأمامي من العين، تحمي العين من دخول العوامل الممرضة أو المخرشة (مثل الغبار).

أما وظيفتها الأساسية فهي توضيح الرؤية حيث تقوم بكسر أشعة الخيال الداخل للعين بحيث يسقط على نقطة محددة من الشبكية بالتالي لها دور في القدرة البصرية.

وفي حالة القرنية المخروطية "Keratoconus" يتغير شكل القرنية، ويتحول من الشكل النصف دائري إلى الشكل المخروطي، ونتيجة لهذا التغير في الشكل، تترقق المنطقة المركزية للقرنية والتي من المفترض أن تكون أسمك منطقة منها.

ونتيجة لذلك يتغير اتجاه الإشعاع الداخل للعين ولا يرتكز على النقطة المفروضة في الشبكية ويؤدي بالتالي لمشاكل في الرؤية. 

تبدأ هذه الحالة عادةً بسن البلوغ ويستمر الترقق وصولًا لعمر الثلاثين، كما لا يمكن توقع سرعة تدهور الحالة، ويمكن لكلا العينين أن يصابا بهذه الحالة معاً بدرجات مختلفة.

أعراض القرنية المخروطية

تتركز أعراض القرنية المخروطية حول مشاكل الرؤية، حيث إن ترقق مركز القرنية سينتج عنه توضع الخيال أمام الشبكية بحيث لا يصل على النقطة المحددة ويسبب قصر النظر (الحسر)، بالإضافة أيضاً لظهور حالة لابؤرية (حرج البصر).

يمكن أن تتطور شدة الأعراض المرتبطة بالقرنية المخروطية بمرور الوقت، على الشكل التالي:

تحدث مع طبيب الآن

AvatarNew alerts
Avatar
Avatar
Avatar

+16 طبيب متواجد الآن

١- المراحل المبكرة:

تضم المراحل الأولى ما يلي:

  • تشوش خفيف في الرؤية، تكون الرؤية ضبابية بعض الشيء
  • حدوث تشوه بالأشكال المرئية، كأن تصبح الخطوط المستقيمة منحنية
  • حساسية من الضوء الساطع (عدم تحمل الضوء)
  • احمرار في العين
٢- المراحل المتقدمة:

تتطور الأعراض عند تقدم الحالة وتضم:

  • زيادة تشوش الرؤية وتشوه الأشكال المرئية
  • زيادة درجات قصر البصر و اللابؤرية، مما يتطلب نظارات جديدة كل فترة
  • عدم تحمل وضع العدسات اللاصقة

أسباب القرنية المخروطية

إن سبب حدوث القرنية المخروطية غير معروف حتى الآن، إلا أن هنالك بعض العوامل التي يعتقد بأن لها دور في تطور هذه الحالة، وتشمل:

  • الوراثة: تعد الوراثة أحد العوامل المسببة للقرنية المخروطية، حيث أن وجود هذه الحالة ضمن العائلة يمكن أن يزيد من خطر تطورها. (1)
  • هنالك ارتباط لهذه الحالة مع بعض المتلازمات مثل متلازمة داون.
  • التهابات العين المزمنة: يمكن أن تسبب الإصابات المتكررة بالتهاب العين تدمير أنسجة القرنية مما يؤدي لحدوث ترقق في القرنية. وتحدث هذه الالتهابات بسبب الحساسية أو بعض العوامل الممرضة الجرثومية والفيروسية وغيرها.
  • فرك العين: يؤدي فرك العين بشكل متكرر لأضرار في القرنية، ينتج عنها الإصابة بالقرنية المخروطية. (2)
  • العمر: لوحظ أن المراهقين معرضين للإصابة بالقرنية المخروطية أكثر من غيرهم من الفئات العمرية.
  • استخدام العدسات اللاصقة غير المناسبة والتي تسبب جفاف وحكة في العين.

علاج القرنية المخروطية

تتنوع الخيارات العلاجية للقرنية المخروطية، واختيار العلاج الأفضل ليس بالأمر السهل، وذلك لكونه يعتمد على عدة معطيات تتضمن العمر وسرعة تطور الحالة ومدى تأثر الرؤية.

إن الخيارات المتواجدة أمام مرضى القرنية المخروطية هي إما إبطاء أو إيقاف تقدم الحالة عبر الجراحة أو تصحيح المشاكل البصرية عبر العدسات المختلفة.

١- العلاج غير الجراحي

عند الإصابة بالقرنية المخروطية تتأثر الرؤية كما ذكرنا سابقاً نتيجة عدم تموضع الخيال على النقطة المطلوبة على الشبكية، ولذلك كخيار علاجي يمكن استخدام سطح عاكس مساعد سواء عبر النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة والتي تضم نوعين:

  • العدسات اللينة: تصحح هذه العدسات الانكسار لقصر البصر، إلا أنها لا تعطي نفس النتائج لعلاج حرج البصر والذي يحتاج إلى أن يكون سطح القرنية منتظماً.
  • العدسات الصلبة: تفضل هذه العدسات لمرضى القرنية المخروطية، وذلك لقدرتها على جعل سطح القرنية منتظماً مما يساعد في كلا الحالتين المذكورتين.

٢- العلاج الجراحي

يتريث الأطباء قبل خوض العمل الجراحي، وذلك تجنباً لأي تدخل قد يحمل مخاطر على المريض، ويوجد عدة خيارات جراحية تتضمن:

  • تصليب القرنية: يعتمد هذا الإجراء على حقن الريبوفلافين (فيتامين ب2) ضمن القرنية، والذي بتماسه مع الأشعة فوق البنفسجية (UVA) يحدث تفاعل كيميائي. يؤدي لزيادة كميات بروتينات الكولاجين في القرنية مع ازدياد الروابط التصلبية بينهم بالتالي يزيد سماكة القرنية.
    • لا يحسن هذا الإجراء أي ضرر سابق ولا يغني عن استخدام النظارات أو العدسات، ويتم اللجوء له لمنع تطور الحالة.
  • حلقات القرنية (ICRS): يتم زرع حلقات من البلاستيك الطبي ضمن قرنية المريض من خلال العمل الجراحي. وتعمل هذه الحلقات على تسطيح الجزء المخروطي من القرنية مما قد يخفف شدة الحالة، إلا أنه لا يبطئ التدهور القائم أو يحل المشاكل البصرية.
  • زراعة القرنية: يؤخذ جزء من القرنية من متبرع، ويزرع مكان التشوه في قرنية المريض. ويلجأ الطبيب لهذا الخيار عندما تسوء حالة القرنية أو تتضرر الرؤية بشكل كبير. 

الملخص

ينصح أطباء العيون بعدم إهمال أي تغير بالرؤية أو أي أعراض عينية، حيث يمكن أن تكون علامة مبكرة على مرض ما مثل القرنية المخروطية.

لذلك ينصح بزيارة طبيب العيون بشكل دوري سنوياً للتأكد من سلامة البصر والقرنية، واكتشاف أي تغيرات مبكرة يمكن أن يتم علاجها في الوقت المناسب قبل أن تتدهور صحة العين.