الاستسقاء الكلوي: الأسباب والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 17 يناير 2023

تعتبر الكلية من أهم الأعضاء المسؤولة عن إزالة الفضلات والسوائل الزائدة من الجسم؛ في بعض الحالات قد يتراكم البول في الكلية ويؤدي إلى تمددها، وهو ما يسمى بالاستسقاء الكلوي.

سنتعرف أكثر على هذه الحالة وعلى أسباب حدوثها وطرق العلاج.

لأن سلامتك تهمنا

تحدث مع طبيب

ما هو الاستسقاء الكلوي؟

يعتبر الاستسقاء الكلوي حالة يحدث فيها تورم بإحدى أو كلتا الكليتين، حيث تصبح الكلية منتفخة بسبب عدم القدرة على إفراغ المسالك البولية بشكل كامل، ويمكن أن يحدث الاستسقاء بشكل مفاجئ أو قد يكون مزمن، وقد يكون الاستسقاء جزئياً أو كاملاً. كما أن الاستسقاء يمكن أن يحدث عند الأشخاص من جميع الأعمار.

قد تكون المشكلة في أي مكان على طول المسالك البولية بدءاً من مخرج الكلية إلى الحالبين أو المثانة أو الإحليل، حيث قد تتسبب المشاكل في أي من هذه الأجزاء إلى إعاقة تفريغ الجهاز البولي واحتباس السوائل وتراكم الضغط.

كما يمكن أن يؤدي الاستسقاء الكلوي إلى حدوث عدوى في المسالك البولية أو إلى تراجع وظيفة الكلية، فإذا لم تعالج الحالة على الفور قد تحدث أضرار دائمة في الكلية أو الكليتين معاً، مما يؤدي إلى القصور الكلوي (فشل الكلية في عملها).

أقسام الجهاز البولي
أقسام الجهاز البولي (المسالك البولية)

أعراض الاستسقاء الكلوي

قد لا يسبب الاستسقاء الكلوي أية أعراض عند البالغين وذلك اعتماداً على مسبب الحالة؛ وفي حال حدوث أعراض فقد تشمل:

  • قلة التبول
  • وجود الدم في البول
  • ألم في الظهر أو البطن أو جانب الجسم
  • أية أعراض لعدوى المسالك البولية (UTI)، مثل الألم عند التبول أو يصبح البول عكراً، أو الشعور بالرغبة الملحة في التبول
  • الحمى
  • الغثيان والإقياء

لا يبدو على الأطفال أية أعراض أيضاً عادةً؛ وقد تشمل الأعراض في حال ظهورها ما يلي:

  • حدوث عدوى في المجاري البولية بشكل متكرر
  • ألم في البطن
  • وجود الدم في البول
  • الحمى
  • نقص التغذية
  • نقص الطاقة
  • التهيج

أسباب الاستسقاء الكلوي

عادةً ما يحدث الاستسقاء الكلوي نتيجة حالة أخرى؛ ومن الأمثلة على الحالات التي يمكن أن تسبب الاستسقاء ما يلي:

  • الحصيات الكلوية
  • الخثرة الدموية
  • تندب الأنسجة بسبب إصابة أو جراحة سابقة
  • الورم أو السرطان مثل سرطانات المثانة أو عنق الرحم أو القولون أو البروستات
  • تضخم البروستات
  • الحمل
  • عدوى المسالك البولية أو غيرها من الأمراض التي تسبب التهاب المسالك البولية

عند الأجنة وحديثي الولادة

لم يتمكن الأطباء من إيجاد سبب الاستسقاء الكلوي عند بعض الأجنة والمواليد، حيث يختفي من تلقاء نفسه وهذا ما يسمى بالاستسقاء الكلوي العابر.

ولكن يمكن أن تكون نتيجة العيوب الخلقية مثلاً، وقد يكون الاستسقاء في هذه الحالة خفيفاً ويتحسن مع تقدم الطفل في السن، ولكن في بعض الأحيان قد تتسبب العيوب الخلقية في حدوث استسقاء كلوي شديد أو يزداد سوءاً بمرور الوقت وتحتاج لعلاج.

تشمل أشهر العيوب الخلقية في الحالب التي تسبب التسمم المائي:

  • انسداد الوصل الحويضي الحالبي (المنطقة التي تصل حويضة الكلية بالحالب)
  • الجزر المثاني الحالبي حيث يعود البول بالاتجاه المعاكس
  • بالإضافة إلى انسداد المسالك البولية السفلية، وفيها يحدث انسداد في الإحليل أو في الوصل بين المثانة والإحليل، وتشمل العيوب الخلقية التي تسبب ذلك الصمامات الإحليلية الخلفية التي تمنع مرور البول، وهي تحدث عند الذكور فقط.

يوجد لدى بعض الرضع المصابين بالاستسقاء الكلوي عيوب خلقية في المسالك البولية وفي أجزاء أخرى من الجسم أيضاً، وهذا ما نراه في متلازمة البطن البرقوقية والتي تشمل مجموعة من العيوب الخلقية في عضلات البطن غير المتطورة جيداً، وعدم نزول الخصيتين، وعيوب المسالك البولية.

تحدث مع طبيب الآن

AvatarNew alerts
Avatar
Avatar
Avatar

+16 طبيب متواجد الآن

كما يمكن أن تؤثر العيوب الخلقية التي تؤثر على النخاع الشوكي على الأعصاب التي تتحكم في المسالك البولية مما يؤدي بدوره إلى احتباس البول.

درجات الاستسقاء الكلوي عند حديثي الولادة والرضع

طورت جمعية أمراض الجهاز البولي عند الجنين نظاماً لتقييم درجة الاستسقاء، ويُعتقد أن هذا النظام هو الأكثر شيوعاً في الاستخدام وتم تصميمه في الأصل لتصنيف توسع الحويضة والكؤيسات (البنى التي تصب البول في الحويضة ومن ثم الحالب) عند الولدان والرضع (1)

درجة استسقاء الكلى الطبيعية والثانية
الحالة الطبيعية للكلية والدرجة الثانية للاستسقاء الكلوي
  • الدرجة 0: لا يوجد توسع، وجدران الكؤيسات متقاربة
  • الدرجة 1: توسع الحويضة الكلوية دون توسع في الكؤيسات
  • الدرجة 2: توسع الحويضة والكؤيسات
  • الدرجة 3: توسع معتدل للحويضة والكؤيسات، ويمكن رؤية ترقق خفيف في قشر الكلية
  • الدرجة 4: توسع شديد في الحويضة والكؤيسات، مع فقدان للحدود بينهما
الدرجات الثالثة والرابعة للاستسقاء الكلوي
الدرجات الثالثة والرابعة للاستسقاء الكلوي

التشخيص

يستخدم الأطباء عادة التصوير بالموجات فوق الصوتية لتشخيص الحالة، والذي يعتمد على إرسال موجات صوتية لرؤية الأعضاء داخل الجسم، مما يسمح للطبيب بمعرفة ما إذا كان هناك تورم في كليتي المريض.

تخضع معظم الحوامل لفحص بالموجات فوق الصوتية للتحقق من صحة الجنين؛ مما يعطي صورة للجنين ولأعضائه الداخلية ويظهر فيما إذا كان هناك تورم في كليتيه، وهنا يجب على الأم إجراء المزيد من اختبارات الموجات فوق الصوتية طوال فترة الحمل لمراقبة حالة الجنين.

إذا ظهرت كلية الشخص متورمة بالموجات فوق الصوتية، فقد يحتاج الطبيب إلى إجراء المزيد من الاختبارات، والتي يمكن أن تساعد في العثور على السبب الأساسي للاستسقاء؛ فمثلاً قد يتم إجراء:

  • اختبار البول: للتحقق من وجود العدوى أو وجود دم في البول
  • تحاليل مخبرية للدم: يمكن أن يساعد في التحقق من العدوى أيضاً
  • الفحص النووي للكليتين
  • التصوير المقطعي المحوسب
  • تصوير المثانة والإحليل الإفراغي: يمكن أن يظهر ما إذا كان هناك جزر أو انسداد؛ ويستخدم الأطباء هذا الاختبار لتشخيص الجزر المثاني الحالبي لدى البالغين والرضع.

علاج الاستسقاء الكلوي

يهدف العلاج إلى إعادة تدفق البول من جديد من الكليتين وتقليل التورم والضغط الناجم عن احتباس البول؛ يعتمد العلاج على السبب الذي أدى إلى الحالة، من ثم يتم مناقشة خيارات العلاج مع الطبيب.

إذا كان الاستسقاء حاداً أو مفاجئاً، فقد يتم إدخال دعامة أو أنبوب عبر الجلد في الكلية لتصريف البول الزائد.

أما إذا كانت الحالة ناجمةً عن الحصيات في الكلية أو الحالب، فقد تشمل خيارات العلاج تفتيت الحصية بالموجات التصادمية وهي الطريقة الأكثر شيوعاً، وفيها تنبعث موجات عالية الطاقة بواسطة جهاز كبير لتكسير الحصية إلى شظايا أصغر حتى تتمكن من الخروج من الجسم.

كما قد يتم العلاج بالتنظير الحالبي؛ وممكن أن يتم اللجوء إلى الجراحة إذا كانت الحصيات كبيرةً جداً أو كان من الصعب إزالتها.

في بعض الحالات يمكن إعطاء المضادات الحيوية لمنع أو علاج التهابات المسالك البولية؛ ويمكن استخدام المسكنات لتخفيف الألم في حال وجوده.

في الختام وكون حالة الاستسقاء الكلوي تنجم عن مسببات أخرى، فليس هنالك طريقة للوقاية سوى استشارة الطبيب في حال الشعور بأي أعراض غريبة ليتم التشخيص المبكر والبدء بالعلاج قبل بدء المضاعفات.

وبشكل عام يجب طلب العلاج على الفور في حال حدوث ألم شديد في البطن أو جانب الجسم، أو إقياء، أو حمى تزيد عن 38 درجة مئوية.